Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
ما هو الشىء الدي تنتظره طوال اليوم ... ولما تحصل عليه .. لا تراه..
Albums Photos
ما هو الشىء الدي تنتظره طوال اليوم ... ولما تحصل عليه .. لا تراه..
Archives
Derniers commentaires
19 avril 2007

l'histoir de todgha

l'histoir de tinghir/toudgha sud est maroc ... par SADIKI AADI


2.        لمحة تاريخية حول المنطقة:
أمام ندرة المصادر التاريخية التي تناولت منطقة تدغة، يبقى فهم الأحداث التاريخية التي تعاقبت فيها وثيق الارتباط بتاريخ المناطق الجنوبية الشرقية بصفة عامة. وعلى غرار هذه الندرة فإننا نجد إشارات طفيفة هنا وهناك حول تاريخ المنطقة من خلال مسألة سك النقود بها في العهد الإدريسي. كما جاء لدى الباحث "دانيال أو ستاش(1)" أو" إبن زيدان" حيث يقول في هذا الصدد:" وضرب- إدريس الأول- السكة بتدغة عام 174 هـ ونقش في وجه الصور هلال ثم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحت ذلك: مما أمر به إدريس بن عبد الله، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا. رأيت هذه السكة من فضة وزنها كرامان إثنان وتسع وستون....."(2)
"وتبقى الفترة البارزة في تاريخ تدغة هي فترة ازدهارها ما بين 789 م و794م حيث كانت تعرف نشاطا معدنيا كبيرا يقوم على استغلال منجم الفضة المجاور "بإمضر" والذي استغل بشكل كبير من طرف اليهود خلال سيادة مملكتهم "درعة" على بعض المناطق الجنوبية: كما أسست بها دار للسكة لضرب عملة فضية امتد إشعاعها حتى وليلي وسجلماسة."(3)
أما البيدق(4) فقد ذكر تدغة خلال حملة التأديب التي قام بها عبد المومن بن علي الكومي إلى إحدى قبائل تدغة " أيت سنان" كما أعطى تسميات لقبائل المنطقة في صيغتها العامة دون شرح أو تفصيل.
وما عدا هذه الإشارات نجد المصادر التاريخية تولي اهتماما كبيرا لكل من سجلماسة ودرعة المجاورتين، نظرا لدورهما الاقتصادي والسياسي. وتهمل بالتالي كل الواحات المجاورة لها، ومنها تدغة التي لا يتم الحديث عنها إلا عرضا في إطار الحديث العام عن الواحات (سجلماسة ودرعة)، كما هو الشأن عند "حسن الوزان" حيث عرف تدغة باستحضار سجلماسة :"ويبعد هذا الإقليم-تدغة- عن سجلماسة بنحو أربعين ميلا." (5) وقد نلمس من كلامه هذا أنه عابر سبيل كما هو وارد في قوله."وقد كنت مضطرا للمرور بهذا الجبل –تدغة- للذهاب من مراكش إلى سجلماسة إمتثالا لما أمرت به وذلك سنة 918 هـ."(6)
ويفسر هذا للضعف في الكتابة التاريخية حول تدغة والبوادي المغربية عامة، بأن "الكتابات التاريخية تولي اهتماما كبير للعواصم المخزنية كفاس ومراكش ومكناس...على الرغم من كون جل السلالات التي حكمة المغرب تجد أصولها في البوادي والقبائل... وأن الكم البيبلوغرافي المتوفر لدينا لا يرقى إلى مستوى منطقة كحجم تدغة التي لها إسهام تاريخي كبير"(1)، كما أن عدم الاهتمام بهذا المجال "ضرورة لإبقاء على تهميش العالم القروي لضمان استمرارية السياسة المخزنية كما يرى "ريمي لوقر" وأن انغلاقه يعيد إنتاج نفس العلاقات كما تبين الدراسات الأنتروبولوجية."(2) من جانب أخر نلاحظ أن اللمحات السريعة والموجزة التي استقاها هؤلاء من مصادر تاريخية عن أخبار المنطقة. لا تكمن من تلمس معالم تطور واضحة مقطوع بصحتها. كما لا يفوثنا أن نورد بعض الأعمال الأجنبية الدارسة لمنطقة الجنوب المغربي بأكمله ونمثل هنا بكل من " R.Montagne" الذي ذكر تدغة إثر دراسة مقارنة تتعلق بكيفية تعيين "الأمغار" عند قبائل الأطلس عامة و" العلاقة التي تربط بين البربر والمخزن في تاريخ المغرب"(3).
ويمكن القول أنه يمكن إدراج هذه الكتابات في الكتابات ذات الطابع الاستعماري التي جاءت لاعتبارات وأهداف محددة مسبقا، وبنوايا ترمي من ورائها فهم مكونات وعناصر القبائل في أفق إيجاد وسائل تفكيكها وتشتيت وحدتها مما يؤدي حتما إلى السيطرة عليها. ويذكر أهل التاريخ أسرار هذه الخطوات الشنيعة التي تريد أن تنال من إنسان الشمال الإفريقي عموما. وهذا "حسن الوزان" يقول:"في الوقت الذي كان حكم إفريقيا بيد المبتدعة الفارين من خلفاء بغداد، أمروا بإحراق جميع كتب الأفارقة المتعلقة بالتاريخ والعلوم".(4) ويشير "مارمول" إلى نفس الظاهرة فيقول يقول ابن الرقيق أن الرومان طمسوا العناوين والحروف القديمة التي وجدوها في إفريقيا عندما احتلوها و وظفو امكانها عناوينهم وحروفهم حتى يخلدوا وحدهم الأمر المعهود عند الفاتحين.
أمام هذه العراقيل والعقبات والتشويه التي تطال و لا تزال تطال تاريخنا مند عصور شهدت وصول الأجنبي عند هذا المجال، وكذلك استعمال إسقاطات ضيقة لاتمت بصلة إلى العلمية والموضوعية والأمانة التاريخية من خلال تقسيم الشمال الإفريقي عامة والمغرب خاصة إلى ثنائيات: بلاد "السيبة" /بلاد المخزن- "البربر"/ العرب –مغرب "نافع- "/"غير نافع"- العالم "القروي"/ المجال" الحضري"-" متوحش"/ "متمدن"- "أمي"/ حامل للمعرفة... أمام كل هذا وجدنا أنفسنا أمام كم ضئيل من المعلومات الضرورية لكتابة موضوعية حول تاريخ مناطقتنا- تدغة- مما دفع بالبعض إلى الإعتماد في جمع المعلومات على الرواية الشفوية. دون الإكثرات إلى ما تصادف من صعوبات منهجية نظرا لطابعها الذي لا يخضع لضابط زمني ولا مكاني أحيانا. بالإظافة إلى طبيعة سيرورة الحدث في مخيلة الناس وما قد تتعرض له من زيادة أو نقصان أو تزيف... وعموما تبقى واحة تدغة من الناحية التاريخية شبه مجهولة تنتظر رفع هذا الإهمال من طرف الباحثين، الذين لهم غيرة عن التاريخ الحافل بالأمجاد والبطولات التي عاشها أجدادنا.
3.        الإطار البشري :
تعتبر ساكنة واحة تدغة إحدى المجموعات البشرية الأمازغية التي استوطنت هذا الأقليم مند أمد بعيد وقد احتضنت المنطقة خليطا بشريا ومرد ذلك إلى الكثل البشرية الهائلة التي استقرت بها عبر فترات تاريخية مختلفة. ونذكر من بين هذه المجتمعات التي لها جذور تاريخية موغلة في القدم بالواحة "أيت تدغت" أو أهل تدغة وقد اقتصرنا على هذه المجموعة البشرية لطبيعة الدراسة التي نريد نسج خيوطها.
ويعود اصل كلمة تدغة كما هي متدوالة اليوم إلى أسطوارة قديمة شهيرة ومفادها، أن شخصا أمازيغيا يدعى "عاد" الذي كانت سلطته تهيمن على المنطقة في زمن ما. وامتدت من حوض "تافيلالت" إلى قدم جبال الأطلس الكبير، وقد خلف عاد بنتا سمها "توغة"/"تودة" وإبنا سماه "شداد" وقبل وفاته –أي عاد- قسم لهما المنطقة:
- فتوغة/ تودة كان نصيبها المنطقة العالية وهي تدغة الحالية.
- شداد كان نصيبه السافلة ويطلق عليها "تين شداد" أي منطقة شداد لتحرف فيما بعد فتصبح أو تصير "تنجداد" الحالية.
ويفسر ذلك المنهج في التقسيم يرجع إلى كون الابن له دراية بالأعمال الشاقة بالمساحة الشاسعة لمنطقته حيث الأراضي الزراعية الموجودة في السافلة في مقابل ذلك المنطقة العالية والضيقة،(1) وهنا يكمن السر في تقسيم العمل بين الرجل و المرأة أو مجال الممارسة بأساليب عقلانية في تلك الفترة.
أما المعنى اللغوي فيحيل على أن تدغة تعريف لكلمة "تدرة" "الامازيغية وتعني الحياة حيث الحزم الجبلي، الوادي... إلى جانب ظروف عديدة تؤهلها لأن تكون منطقة أوفر للأمن والحياة. وفي الحقيقة يبقى الأصل مجهولا بدليل غياب وثائق وأدلة تثبت ذلك. لكن يبقى الأساس أن أهل تدغة ظلوا دائما متشبثين بمنطقتهم فكانت الأرض محور الحياة ومرجعية وجودهم كما هو الشأن بالنسبة لمرتكزات الإنسان الامازيغي عموما (أوال. أفكان. أكال). وما يمكن قوله إن واحة تدغة وكباقي واحات الجنوب والمغرب عامة، عرفت بنية بشرية ظلت العلاقة فيما بينها تتأرجح بين التضامن والصراع، تبعا للمصلحة والظروف المحلية. وتكمن واجهة الصراع في رغبة كل قبيلة أو فئة في بسط نفوذها على المنطق الخصبة والاستحواذ على مياه الوادي، وكان هذا بداية الدخول في الأحلاف و الأوفاق وهكذا برز إلى حيز الوجود حلفان في المنطقة هما: حلف "أيت صالح "وحلف "أيت كمات" وقد خاض الحلفان صراعات مريرة أكدت عليها الوثائق والعهود و"صالح" و"أكمات" اخوين لأب واحد يتصارعون على السيادة بالواحة دون أن يتغلب أحدهما على الأخر، وكان يتحدان عندما يداهم المنطقة خطر خارجي، وهذان اللغان يكونان قبائل أهل تدغة والتي تضم عناصر بشرية ذات أصول مختلفة: الأمازيغ بما فيهم "أيت تدغة" "وأيت عطا" ثم المرابطين والشرفاء وأرباب الزوايا هذا بالاظافة إلى الحراطين ثم اليهود حيث "تعنبر منطقة تدغة من أبرز المناطق الأمازيغية التي عرفت حضورا يهوديا متميزا دام تاريخا عريقا وترك بصمات لا تمحى لكنها تحتاج إلى دراسات معمقة رزينة وإهتمام مؤسساتي كبير."(2) ورغم اختلاف الظروف التاريخية التي أدت إلى استقرار كل عنصر من هذه العناصر بالواحة فقد استطاعت أن تعيش جنبا إلى جنب تجمعها بعض الغايات والمصالح المشتركة وتحاول إحلال الوئام محل الصراع في بعض الأحيان حيث حتمت الصراعات على هذه القبائل الدخول في هدنة. كالهدنة القائمة على أساس تقسيم الدورة المائية بين جميع القبائل المنطوية تحت لواء وادي تدغة.
وعموما ظلت المنطقة مقرا "للفوضى" والاضطرابات إلى أن أحكم الكلاوي قبضته عليها ممهدا بذلك للاستعمار الفرنسي الذي استطاع بوسائله أن يحدث تغيرات على مستويات عدة. كان لها وقع في حياة السكان فيما بعد وصولا إلى المرحلة الراهنة من حياتنا. مما سيدفعنا إلى طرح عدة تساؤلات في جل الميادين. وسنحاول في هذا البحث، الإجابة عن جانب من هذه الجوانب خاصة جانب العرف.

Publicité
Commentaires
ما هو الشىء الدي تنتظره طوال اليوم ... ولما تحصل عليه .. لا تراه..
Publicité
Publicité